نصيحة الشيخ للذين يسابقون الإمام بالتأمين
خطأ يقع في أكثر المساجد وأرجو الله أن ينجو هذا المسجد من مثل هذا الخطأ كما نجى من كثير من الأخطاء التي عمت المساجد كلَّها. هذا الخطأ منبعه أنفس المصلين وليس من بعض الموظفين ما هو هذا الخطأ؟، وهو مسابقة الإمام بـ:" آمين "، هذا خطأ عم وطمَّ، في كل بلاد الإسلام التي حللنا نجد هذا الخطأ سائغا مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال بلسانه العربي المبين: « إذا كبر فكبروا إذا أمَّن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه »؛ الحديث واضح ، لكن تطبيقه مخالف لهذا الهدى : « إذا أمَّن الإمام فأمنوا »؛ أنا الإمام أقرأ جهرا أنتهي من قراءة الفاتحة بقول ولا الضالين، ليس بعد ما أخذت نفس عشَّان أتابع الفاتحة بالتأمين، تجد عامة المصلين سبقوا الإمام بـ:" آمين "، ويأتي تأمين الإمام خلف تأمين المصلين، كأن القضية تعكيس نص النبي الكريم هو يقول:« إذا أمَّن الإمام فأمنوا »، وأنتم بعضكم أو جلكم ولا أقول كلكم يسبق الإمام بـ: " آمين ". لا حظتم ولا شك معي أن كان هناك صوتان: صوت يسبق الإمام بـ:" آمين "، وصوت يتأخر عن الإمام قليلا بـ:" آمين " وهذا هو السنة؛ بل هذا هو الواجب، لأن الرسول عليه السلام قال كما سمعتم: إذا أمَّن الإمام فأمنوا، وهذا التعبير عند العلماء له معنيان، أحدهما: إذا تمسك به المقتدي كان أبعد ما يكون عن مسابقة الإمام، المعنى الأول: إذا أمَّن الإمام أي إذا انتهى من التأمين، حينئذ أنتم تبدأون بـ:" آمين ". المعنى الثاني: إذا شرع هو بـ:" آمين " فاشرعوا أنتم بـ:" آمين " هذا المعنى الثاني هو الذي ترجح لدينا. لكن الحقيقة في كثير من الأحيان تميل النفس إلى تبني القول الآخر لأن الناس اليوم توجيههم إلى الصواب طفرة واحدة، ولذلك نقول: اسمعوا الإمام قد انتهى من آمين قولوا أنتم آمين، لما بيتمرنوا على هذه المرحلة حينئذ نقول لهم: إذا بدأ هو بـ:" آمين " قولوا أنتم آمين. ولحكمة واضحة كانت السنة بحق الإمام أن يجهر بـ:" آمين "، لماذا؟، أولاً: لكي لا يسابقوا الإمام، ثانيا: لينالوا هذه الفضيلة التي لو عاشها المسلم حياة نوح عليه السلام في عبادة الله كل هذه السنين لكان الثمن قليلا وهي مغفرة الله عزوجل مع ذلك ربنا تفضل على عباده المؤمنين فجعل لهم سببا ميسرا مغلبا ليستحقوا به إذا طبقوه كما أمروا مغفرة الله تبارك وتعالى؛ ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: « إذا أمَّن الإمام فأمنوا- ليه- فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ». الملائكة بلا شك هم رواد المساجد وهناك في السنة ما يدل أنهم طائفتان: طائفة تنزل وطائفة تصعد، فلا تخلو المساجد من الملائكة، وطبيعة الملائكة كما تعلمون من قوله تعالى: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم : 6] ، أنهم لا يفترون كما نفتر نحن البشر، فهم ماذا يفعلون حينما يصلون مع الإمام أيسابقونه بـ:" آمين "؟؛ لا، نحن نفعل هذا أما هم فكما عرفوا شريعة الله لا يسبقون الإمام بـ:" آمين "، حينئذ المقتدي إذا صار بتأمينه مع الملائكة الذين لا يعصون الله في كل شيء ومن ذلك التأمين خلف الإمام استحق هذا المُأَمِّن من البشر حسب ما نص الرسول في الحديث أن يغفر الله له، ما شاء الله كم ربنا كريم على عباده المؤمنين ليغفر لهم ذنوبهم فقط تحفظ نفسا، حينما بتكون حاط بالك في تلاوة الإمام القرآن وعرفت هذا الدرس وهذا الحديث النبوي، ما تسبق الإمام بـ:" آمين " وإذا أنت تابعته متابعة صحيحة خرجت من صلاتك كيوم ولدتك أمك. فهذه فضيلة عظيمة جدا فأرجو أن تحرصوا عليها ولا تسبقوا الإمام بها لأنكم بدل أن تكسبوا الفضيلة هذه -مغفرة الله- تقعون في معصية، لأن مسابقة الإمام لا يجوز. إذا كبَّر الإمام فكبروا إذا أمَّن الإمام فأمنوا، وإذا أنت سبقت الإمام للتكبير فقد عصيت رسول وبذلك تستحق عقوبة الله. الذي يسبق الإمام إذًا بـ:" آمين " يخسر مرتين؛ المرة الأولى يخسر مغفرة الله، والمرة الأخرى يستحق عقاب الله عزوجل. هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.