هل يجوز أن نقول لرجل توفي , انتقل إلى مثواه الأخير ؟

 
** السؤال كامل
السائل : هل يجوز أن نقول لرجل توفي , انتقل إلى مثواه الأخير ؟
* جواب السؤال

الألباني: نصغي آنفا إلى أخبار الوفيات التي جرت بعض الإذاعات العربية على نشرِ أسماء الميتين، فتقول مثلاً في هذا الصدد: أنه مات فلان بن فلان إلى آخره، وسيكون نقلُه إلى مثواه الأخير في ساعة كذا من يوم كذا، فمن زمان بعيد وأنا ألاحظ وأنبه أحياناً إلى أن هذا التعبير (مثواه الأخير) ليس تعبيراً شرعياً؛ وذلك لأن هذا التعبير يصلح أن يصدر من المؤمن الذي يؤمن بالبعث والنشور ومن الملحِد الذي لا يؤمن بالبعث والنشور، لكن هذا التعبير إذا كان صادراً من المؤمن يكونُ قاصراً، بخلاف ما إذا كان صادراً من الملحِد فهو يعبّر عن إلحاده، لأنه لا يؤمن أن بعد هذا المثوى والمأوى الأخير حياة أخرى، ولما كان معلوماً في المسلم أن يتميز في أقواله وفي أفعاله عن المخالفين له في أفكاره وفي عقائده، كان ينبغي أيضاً عليه أن يجتنب مثل هذا التعبير الموهم لإنكار البعث والنشور، فينبغي مثلاً أن يقال: مثواهُ الأخير في القبرِ، لابد من القيد ، أو إلى البرزخ أو ما شابه ذلك من التعابير، لكن هذا القيد هو أشبه ما يكون بما أسميه أحياناً بـ (ترقيع للكلام) ، وهذا الترقيع ليس من الآداب الإسلامية لأنه قد جاءنا أحاديثُ نبوية صحيحة تأمرنا وتأدبنا بأن لا نقول كلاماً نضطرُ بعد التلفظ به إلى تأويله، أي على حد تعبيري إلى ترقيعه، من ذلك قوله : "إيّـاك وما يُعتَذرُ منه" وقولُه الآخر: "لا تكلمن بكلامٍ تعتذر به عند الناس" فلذلك من الأخطاء الفاحشة الناتجة عن تقليد المسلمين للكافرين حتى في ترجمتهم لعباراتهم التي لا تُشعِرُ بأنهم يؤمنون بالبعثِ والنشورِ من ذاك التقليد أن تقول بعض الإذاعات العربية في أخبار الوفـَيات: سَيُنقل إلى مثواهُ الأخير ، ليس هذا هو مثوى للأموات المثوى الأخير، وإنما المثوى الأخير كما قال ربُّنا –عزَّ وجلّ- في القرآن الكريم:  فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ  [7:الشورى] ، فكلمة (المثوى الأخير) هذه لا تعّبر عن العقيدة الإسلامية البته، ولذلك كما يقال: لو كان يطاعُ أو يسمعُ لقصير رأيٌ ، لنصحتُ هؤلاء أن يعدِلوا عن هذا التعبير المترجم عن التعابير الأجنبية الكافرة، إلى تعبير إسلامي لا يوهم شيء يخالف الإسلام ولا عقيدة الإسلام، لقوله  فيما سبق من الأحاديث: "إيّـاك وما يُعتَذرُ منه" ، هذه ذكرى والذكرى تنفعُ المؤمنين