تنبيه الشيخ على فرضية حج التمتع مع ذكر الأدلة على ذلك

 
** السؤال كامل
تنبيه الشيخ على فرضية حج التمتع مع ذكر الأدلة على ذلك
* جواب السؤال

الآن قد يأتي حاج قاصد للحج يسأل أحد المشايخ ممن لا علم عندهم من هذا العلم القائم على الكتاب والسنة: شو بدي أحج يا شيخ مفرد وَلَّا قارن وَلَّا لا ؟ متمتع ؟ يقول له: فيه ثلاثة أقوال!، فأيها فعلت ماشي الحج، وبيزيدها: من قلد عالماً لقي الله سالماً، وإن شاء الله ما يقول: قال رسول الله؛ لأن هذا لا أصل له، أما أنها كفقه فهي فقه، من قلد عالماً لقي الله سالماً، هذا يجب أن يكون في الأمة من يرفع عنها الحيرة ثلاثة أقوال في حجه! حج الرسول في زمانه حجة واحدة، شو إن شئت مفرداً، إن شئت قارناً، إن شئت معتمراً، لابد أن يكون الحق واحداً؛ لأن الحق لا يتعدد، ولذلك قال الرسول عليه السلام في الحديث الذي تسمعونه دائماً، لكن قل من ينتبه لانحراف الناس عنه:« إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد ». إذاً: المسألة إما خطأ، إما صواب، فهناك ثلاثة أقوال في مسألة الحج، الرسول ما حج في حياته المباركة إلا حجة واحدة في آخر حياته؛ لأنهم لا يعلمون، أو يعلمون لكن يحيدون، وكما يقال: أحلاهما مر. إن النبي  لما وقف على الصفا، فقال له رجل من الصحابة: يا رسول الله، عمرتنا هذه . لأن الرسول كان قارناً جامعاً بين الحج والعمرة، ومع أنه قال:« لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي، ولجعلتها عمرة، فأحلوا أيها الناس! »، أي: اجعلوا حجكم تمتعاً، قال ذلك السائل وهو في أسفل جبل الصفا ،" يا رسول الله، عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال:« بل لأبد الأبد »" عمرتنا هذه لعامنا، أي: خصوصية لنا أصحاب الرسول أم هي للأبد، فقال:« بل هي لأبد الأبد، دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، وشبك بين أصابعه عليه السلام »؛ ماذا يريد المسلمون أوضح بياناً من هذا الكلام الممثل عملياً بتشبيك الأصابع؟ دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، إلى الآن تجد مشايخ كباراً يخيرون الحجاج أن تحج مفرداً، أن تحج قارناً، أن تحج متمتعاً، الرسول  ألغى هذه الحِجج كلها إلا حج القران، بشرط أن يسوق الهدي من ذي الحليفة وبالنسبة لنا هنا، ما فيه الآن سَوْقُ الهدي، واحد يشتري الغنم من ذي الحليفة ويركبها معه في السيارة، خاصم أن ... ومهندسين، ويمكن حالقين لحاهم شان العيد ...إلخ، المقصود هذا غير واقع. إذاً: لم يبق عندهم؛ لأن الذي يحج قارناً ويسوق الهدي بيكون جمع بين الحج والعمرة، يكون صدق عليه هذا الحديث، لكن نسي قول الرسول:« لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي -أي: من ذي الحليفة - ولجعلتها عمرة، فأحلوا أيها الناس! »، الذين ما ساقوا الهدي معناه أنهم يريدون القران فأمرهم بأن يتحللوا، حتى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه كان في اليمن مبعوثاً من الرسول عليه السلام كما ذكرنا آنفاً، فبلغه أن النبي  في هذه السنة حاج، فيمم شطر المسجد الحرام، لكنه ما بيعرف شو نوى الرسول، فلبى بأنه حج كحجة الرسول عليه السلام، لما جاء إلى مكة وطاف سعى القدوم دخل على زوجته فاطمة ، فرآها حالة متهيئة لاستقبال زوجها، والبخور يعمل عمله في خيمتها، قال لها: ما هذا؟! منكراً عليها، فأخبرته بأن النبي  هكذا يعني أمر في حديث: أهل بيته -عليه السلام- جمعوا بين الحج والعمرة وتحللوا، فلما سمع ذلك منها ذهب إلى النبي  وهو لا يزال في إحرامه، أما زوجته فتحللت، فذكر علي للرسول عليه السلام ما رأى من فاطمة، فقال له عليه السلام:« بماذا أهللت يا علي ؟» قال: أهللت بإهلال النبي، قال:« فأنا أهللت بالحج قارناً » وكان علي قد ساق الهدي معه، فقال له:« إذاً أمسك على إحرامك » فظل قارناً بينما زوجته متحللة. فإذاً: قول الرسول عليه السلام:« دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة »؛ لا يجوز للمسلم أن يحج حجاً مفرداً. لماذا يلجأ كثير من الناس اليوم إلى حج الإفراد؟. هناك سببان اثنان أحدهما وهو آفة العالم الإسلامي اليوم! الجهل بالسنة لا يعلمون مثل هذا الحديث وغيره:« دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ». السبب الثاني: بعضهم يعلمون ولكن يحققون في أنفسهم قول رب العالمين: ﴿ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ » [النساء : 128] ، ما بده يذبح، ليش يذبح؟ يخسر ثلاثمائة ريال أربعمائة ريال أو أقل أو أكثر، على حسب الأثمان. لذلك هو يحج حجا مفردا وما عليه شيء مطلقا؛ لا ذبح ولا صيام ثلاثة أيام هناك ولا سبعة أيام إذا رجع إلى بلده. لهذا العلاج يا إخواننا فقد طال المجلس وعلينا أن نصلي لنذهب مبكرين. العلم العلم! العلم العلم! عليكم بطلب العلم على التفصيل السابق، لا نريدكم أن تكونوا جميعاً علماء، لكن نريدكم أن تكونوا علماء بما يجب عليكم من العلم أن تكونوا علماء بصلاتكم أن تكونوا علماء بصيامكم؛ لأن الصوم كالصلاة، أما أن تكونوا علماء بالزكاة ولم تجب عليكم الزكاة، أو تكونوا علماء في الحج ولم يجب عليكم الحج، فلا نكلفكم بهذا، دعوا هذا الجانب من العلم وهو العلم الكفائي للعلماء المتخصصين، أما العلم الأول فنلزمكم به إلزاماً؛ لأن الله عز وجل أمركم بذلك، والنبي  قد قال في الحديث الصحيح:« طلب العلم فريضة على كل مسلم » يعني: العلم العيني، أما زيادة ( ومسلمة ) فهي غير صحيحة روايةً، ولسنا بحاجة إليها دراية؛ لأنها من حيث المعنى تدخل في عموم لفظة (مسلم)، ولذلك فالرسول ما نطق بلفظة: (ومسلمة)، وهذا من جهل الناس بلغتهم العربية، أكثرهم يروون الحديث بهذه الزيادة :« طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة » هذه الزيادة باطلة نسبتها إلى النبي ، ولا حاجة إليها لغةً؛ لأنها تدخل في عموم قوله عليه السلام: ( مسلم ) وكفى الله المؤمنين القتال، ولعل لنا في القدر كفاية.