ما الجواب على من تأول حديث :« لا طاعة لمخلوق في معصية الله
** السؤال كامل |
ما الجواب على من تأول حديث :« لا طاعة لمخلوق في معصية الله » بأن المراد : لا طاعة له إذا كان المطاع يعتقد أن ما أمر به معصية . مع ذكر الشيخ للنقاش الذي جرى له مع أحد أعضاء حزب التحرير في سجن
|
* جواب السؤال |
الشيخ: لا يجوز لأحد أن يطيعَ أحداً في معصيةِ اللهِ -عزّ وجلّ- سواءً كان أميراً حاكماً أو كان عالماً أو كان أباً أو أي شخص آخر له إمْرة وولاية على المسلم، فلا يجوزُ له إطاعته في معصيةِ اللهِ عزّ وجلّ ، هذا هو المعنى الذي يفهمه كلُّ عربيّ وعليه جرى علماء المسلمين قاطبة إلى يومنا هذا، ومن شؤم التحزب والتكتل الجماعي على غيرِ الكتاب والسنة؛ وإنما على أو مع ميزان البعض أنه من المصلحة أن يتكتل المسلمون أو بعضهم على تجمع خاص، يوضع له منهج ونظام غير معتمد على الكتاب و السنّة، ويكون من آثار ذاك النظام أنه إن صُدم ببعض النصوصِ الشرعيّة تكلّف تأولها وتفسيرها تفسيراً لا يتعارض مع نظامه. من الأمثلة على ذلك هذا الحديث الصحيح وقبل الخوض في توضيح مثال، نذكّر بسبب بروز الحديث، ذلك أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أرسل سريّة وأمّر عليهم أميراً فبدا لهذا الأمير أن يجرّب أصحابه في طاعتهم إياه فأمرهم أن يجمعوا له حطباً، هذا أمر واجب الإتباع والتنفيذ شايف كيف؛ لأنه لـمْ الحطب أمر عادي فما أمرهم بمخالفة الشرع، فجمعوا ثم قال لهم أوقدوا النار في هذا الحطب ففعلوا. التفوا حوله ففعلوا، ألقوا أنفسكم فيها، وقفوا ونظر بعضهم لبعض قالوا: واللهِ ما آمنا برسول الله إلا فراراً من النار، واللهِ لا نفعل حتى نسأل رسولَ اللهِ فأرسلوا رسولاً إلى النبي فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها إلى أن تقوم الساعة، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، مع ذلك وُجد بعض الناس من تأول الحديث بخلاف تأويله الصحيح المعروف فقالوا: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إذا كان المُطاع يعتقد بأن ما أمر به معصية، أما إذا كان الأمير الآمر لا يعتقد أن ما أمر به معصية لكن المأمور يعتقد أنه معصية فيجوز له طاعة الأمير والحالة هذه. وأنا أذكر جيداً مناقشة جرت بيني وبين جماعة من حزب التحرير كان جمعني معهم السجن في الحسكة عندنا في شمال شرق سوريا، وهذا السجن من فضائل عبد الناصر، فهو الذي بناه هناك وكان سجنا عالياً جداً و الأضوية معلقة بالسقف من فوق وكل ما سألناهم عن السر، قال حتى ما ينتحروا، ما يستعملوا زجاجة للإنتحار، وسبحان الله الشيء بالشيء يُذكر ، كان هناك سؤال أنا حينما عرفت في آخر لحظة وقد أخذوني في سيارة لاند روفر هذه تبع الجيش أنني سأنفى إلى سجن الحسكة أرسلت بسرعة إلى أحد أولادي يجيبلي صحيح مسلم وشنطة وبراية وقلم رصاص إلخ مشان أشتغل هناك فيه، الشاهد فلما وصلنا للسجن وجدنا هناك جماعة من حزب التحرير أكثر من خمسة عشر شخص، فكنا نتناقش معهم ليل نهار، بيجيبوا هذه المسألة وهنا الشاهد، فضربت لهم مثلا الآتي لما ذكر صراحة أن الأمير إذا أمر بالشيء وهو لا يعتقد أن هذا الأمر حرام فعلى المأمورين طاعته ولو كانوا يعتقدون أنه حرام، ضربت لهم المثل الآتي، قلت أنت ماذا ترى في قوله عليه السلام: « ما أسكر كثيره فقليله حرام » هل تعتقد هذا ولا أنت مع رأي الحنفية اللي بيقولوا أنه القليل المحرم هو خمر العنب فقط أما المسكر غير خمر العنب فكثير هو المحرم والقليل جائز، أترى هذا الرأي وَلَّا ترى قوله عليه السلام:« ما أسكر كثيره فقليله حرام »؛ « كل مسكر خمر وكل خمر حرام »؟. قال: لا أنا أرى كما جاء في الحديث ، قلت له: هب أن أميرك كان حنفي المذهب ومش ضروري يكون حنفي المذهب في كل المسائل ، هالمسألة فقط هو يرى ذلك، فأباح الخمر كله ما عدا خمر العنب ، القمح و [...] إلخ بس التين بعد عنه أما أقل من الكثير لا تشرب، اشرب منه، تهين نفسك أن تطيعه ؟. قال: إيه نعم ، قلت له: الحديث: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ... هذا إذا كان لا يرى أن هذا حرام، هذا الشاهد ، ولذلك هذا القيد الذي وضعناه هنا هذا ضروري جداً، ضروري جداً، وما أدري إذا كان صاحبنا يعني لا يزال في بقية من هذا الرأي لأنه أنا عرفته منذ ثلاثين سنة، التقيت فيه في المسجد الحرام ومن هناك هو تبنى المذهب السلفي
|