من الشيخ أن ينصحهم بالتزام الرفق في الدعوة إلى الله ؟

 
** السؤال كامل
السائل: كثير من السلفيين يا شيخ يستخدمون الشدة ولا يستخدمون اللين، يستخدمون الشدة في غير موضعها ولا يستخدمون الرفق في موضعه، وليسوا قليل - نحن نقول كل الطوائف تفعل هذا- لكن ليس قليل، وأنا في سؤالي لا أقيس السلفيين على غيرهم من الطوائف الأخرى لا يهمني أمر الطوائف الأخرى، يهمني أمر السلفيين. كثير من السلفيين وليسوا قليل يصدون عن المنهج السلفي بأسلوب دعوتهم للناس وليسوا قليل هؤلاء، أنا قصدتُ من السؤال الذي يسجله الأخ محمد أن توجه نصيحة إلى من ابتلوا بالشدة وبضيق الصدر هذا هو المقصد من السؤال.
* جواب السؤال

الشيخ: بارك الله فيك توجيه النصيحة ما يحتاج من واحد مثلي أن يوجه نصيحة والسلفيين وغير السلفيين يعلمون الآية التي ذكرناها آنفا:{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } ويقرؤون أكثر من غيرهم حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها حينما جاء ذلك اليهودي مُسلّما على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، لاوياً لسانه قائلا:السام عليكم، فسمعها السيدة عائشة هذا السلام الملوي فانتفضت وراء الحجاب حتى تكاد تنفلق فلقتين كما جاء في الحديث غضبا فكان جوابها: وعليكم السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير، أما الرسول فما زاد على قوله له:" وعليك " ولما خرج اليهودي من عند الرسول عليه السلام أنكر عليه الصلاة والسلام عليها وقال لها:" يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه " قالت:يا رسول الله ألم تسمع ما قال، قال لها:" ألم تسمعي ما قلتُ ". فإذن السيدة عائشة التي رُبّيت منذ نعومة أظفارها في بيت النبوة والرسالة ما وسعها إلا أن تستعمل الشدة مكان اللين، فماذا نقول في غيرها من السلفيين - كما تقول - وهم لم يُربّوا في بيت النبوة والرسالة بل أنا أقول الآن كلمة ربما طرقت سمعك يوما ما من بعض الأشرطة المسجلة من لساني أو لا، أنه آفة العالم الإسلامي اليوم مقابل ما يقال بالصحوة الإسلامية هو أن هذه الصحوة لم تقترن بالتربية الإسلامية ما في تربية إسلامية اليوم. ولذلك فأنا أعتقد أن أثر هذه الصحوة العلمية سيمضي زمن طويل حتى تظهر آثارها التربوية في الجيل الناشيء الآن في حدود الصحوة الإسلامية، إنما هي تصرفات أفراد لكن هؤلاء الأفراد يعيشون تحت رحمة الله عز وجل فمنهم القريب، ومنهم البعيد، ولذلك فمن الناحية الفكرية والعلمية سوف لا تجد من يخاصمك ويخالفك في أن الأصل في الدعوة أن تكون باللين والموعظة الحسنة لكن المهم التطبيق، والتطبيق هذا يحتاج إلى مرشد، إلى مربي يربي تحته عشرات من طلاب العلم وهؤلاء يخرجون من يد هذا المربي مربين لغيرهم وهكذا تنتشر التربية الإسلامية رويدا رويدا بتربية هؤلاء المرشدين لمن حولهم من التلامذة. وبلا شك الأمر كما قال تعالى:{ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم }. ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الأمة الوسط لا إفراط ولا تفريط. السائل:جزاك الله خيرا يا شيخ. أحد الحضور:يا شيخ أحيانا حينما يلاقي السّني ممن يقابله من أهل البدع عتوا واستكبارا يعني كما الله عز وجل أمر موسى باللين مع فرعون ومع ذلك قال له:{ وإني لأظنك يا فرعون مثبورا } يعني يا شيخ نحن في الكلية كانوا والله دكاترة يستهزؤوا بنا حينما تقول لهم قال الرسول.. يعني فإذا خرج الإنسان عن طوره واستعمل معهم الشدة ، الشدة يعني لا يقال هنا شدة، ويعجبني المثل سمعته منك شيخنا:قال الحائط للوتد لم تشقني قال سل من يدقني. الشيخ:صحيح. أحد الحضور:وكذلك شيخنا، مرة كنا ناقشنا بعض أفراد من حزب التحرير وكما لا يخفى عليكم هدفهم هو مسألة الخلافة، ونحن الحمد لله هدفنا هي أولا العقيدة والتوحيد، فلما بدأنا معهم من الأساس في البحث العلمي كما تعلمنا منكم، فبدأنا في مسألة الأسماء والصفات، أحدهم من كبارهم يقول:إحنى نرتبط طول الليل بأصبعه ورجله؟!! الشيخ:الله أكبر. أحد الحضور:ماذا نقول لهذا؟ الشيخ:الله أكبر. أحد الحضور:يعني يستهزئ بصفات الله عزّ وجلّ، ماذا نقول لهذا؟ الشيخ:على كل حال نسأل الله أن يؤتينا الحكمة وهي أن نضع كل شيء في محله. أحد الحضور:يا شيخ في أحكام الجنائز قول ابن مسعود لما قال رجل:استغفروا لأخيكم. قال:لا غفر الله له. الشيخ:مع هذه أمثلة كثيرة جدا، يذكرنا الأخ أبو عبد الله بأثر، أن رجلا من الصحابة لعله عبد الله بن مسعود أو عبد الله بن عمر. أحد الحضور:عمر نفسه. الشيخ:عمر نفسه ؟ أحد الحضور:عمر نفسه لمّا قال رجل:استغفروا لأخيكم. قال:لا غفر الله له. الشيخ:ما رأيك بهذا ؟ لا شك أنك أنت أول واحد لو رأيتي أنا أقول هذه الكلمة، تقول الشيخ متشدد، لكن هنا يقوم في نفس المُنكِر الغَيرة على الشريعة فتحمله أن يقسوا في العبارة، الآخر الذي يتفرج ليس في موضع هذه الغَيرة التي ثارت في نفس هذا الإنسان فيخرج منه هذا الكلام، وهنا يقولون عندنا في سوريا:" شو هذه الشدة يا رسول الله "، هذه لهجة سوريا خطأ، لكن يخاطبوا الرسول يعني كأن هذه الشدة طالعة من الرسول وهم يعنون هذا الإنسان. فسبحان الله يعني المسألة ينبغي أن تراعى جوانبها من كل النواحي حتى الإنسان يكون حُكمه عدلا. ثم أيضا مما يبدو لي الآن من أسباب إشاعة هذه التهمة إذا صح أنها تهمة عن السلفيين، تعرف أنت أن من كثر كلامه كثر خطؤه، فالذين يتكلمون في المسائل الشرعية هم السلفيون، ولذلك فلا بد أن يخطئوا لكثرة ما يتكلمون فيتجلى خطؤهم، ومن هذا الخطأ الشدة عند الآخرين الذين هم لا يجولون ولا يخوضون في هذه القضايا بينما لو نُظِرت هذه الشدة في عموم ما يصدر منهم من نصح على العدل وعلى الإنصاف واللين لوجدنا من مثل بعض الأمثلة التي ذكرناها عن بعض السلف وأمام الرسول عليه السلام فيها شدة، ولكن هذه الشدة لا تسوغ لنا أن ننسب هؤلاء الصحابة الذين وقعوا في هذه الشدة في جزئية معيّنة أنهم كانوا متشددين، وإنما قد يقع كما قلنا أنا وأنت وغيرك في شيء من الشدة. السائل الثاني:العبرة في السمة البارزة الشيخ: نعم السائل الثاني: العبرة في السمة البارزة ، السمة البارزة عند النبي صلى الله عليه وسلّم، اللين والرفق. حتى لو قال:كذب فلان، أو جعلتني لله نداً أو ما شابه.