هجر الفاسق

 

** السؤال كامل 

هجر الفاسق
** جواب السؤال

وهذا الكلام له صِلَةٌ بمبدأ المقاطعة المعروفة في الإسلام، أو الهجر لله. كثيراً ما نُسأل: فلان صاحبنا، وصديقنا لكنّه ما بِصَلِّي، ويشرُب الدُّخان، بِيَفْعَل كذا إلى آخره، نُقَاطِعْهُ ؟. أقُول له أنا: لا، لا تُقاطِعْه، لأنّ مُقاطَعْتَك إلُو، هو بده إياها هو. مُقاطعتك إلُو ما بَتْفيدُه، بالعكس يعني بِتْسُره، وبِتْخَلِّيه في ضلالِه. وأذكُر بهذه المناسبة بمَثَل شامي، بالنسبة لذاك الرجل الفاسق التارك للصلاة تاب وَرَاحْ يُصَلِّي، أوَل صلاة بالمسجد، وإذَا بهِ يجِد الباب مُغلَقاً، قال لهُ: ( أنتَ مْسَكَّرْ وأناَ مْبَطَّلْ ). هذا الفاسق الذي يريد هذا المسلم الصالح أن يقاطعه، هذا لسان حاله ( أنتَ مْسَكَّرْ وأناَ مْبَطَّلْ ) الصحبة ما بدي اياها، لأن صحبة الصالح للطالح بتحجّر عليه من صالحه، وهذا الطالح لا يريده، فإذا الصالح قاطعه، فذلك ما يريده. لذلك فالمقاطعة وسيلة شرعية، يُراد بها تحقيق مصلحة شرعية، وهو تهديد المهاجَر المقاطَع، فإذا كانت المقاطعة لا تؤدبه، بل تزيده ضلالا على ضلال، حينئذ لا تَرِد المقاطعة، لذلك نحن اليوم لا ينبغي أن نتشبث بالوسائل التي كانوا يتعاطاها السلف، لأنهم كانوا ينطلقون بها من موقف القوة والمنعة، اليوم شايف أوضاع المسلمين كيف، ضعفاء في كل شيء، ليس فقط الحكومات، الأفر