هجر المبتدع في هذا الزمان لا يمكن وهل يمكن هجر المبتدع في بيئة

 
** السؤال كامل
السائل : هل صحيح ما نسمعه إن هجر المبتدع في هذا الزمان لا يطبق
* جواب السؤال

الشيخ : هو يريد أن يقول لا يحسن أن يطبق هل صحيح لا يطبق ولا يطبق، لأن المبتدعة والفساق والفجار هم الغالبون لكن هو يريد أن يقول لا يحسن أن يطبق، وهو كأن السائل يعنيني أول من يعنيني فأقول: لا ، هو كذلك، لا يحسن أن يطبق، وقد قلت هذا صراحة آنفا حينما ضربت المثل الشامي: ( أنت مسَكِرْ، أنا مبطِلْ )، نعم. تفضل . السائل : لكن مثلا يعني إذا وجدت بيئة الغالب في هذه البيئة أهل السنة، وثم وجدت بعض النوابت ابتدعوا في دين الله عزوجل؛ فهنا يعني يطبق أم لا يطبق؟. الشيخ : نعم هنا وجدت فيها الجماعة نفسه ؟. السائل : نعم في هذه البيئة التي يسودها يعني حق، وظهر الباطل أو ظهرت البدع، في هذه الحالة ما أدري ما قولكم ؟. الشيخ : يجب هنا استعمال الحكمة، هل الفئة الظاهرة القوية، هل إذا قاطعت الفئة المنحرفة عن الجماعة يعود الكلام السابق، هل ذلك ينفع الطائفة المتمسكة بالحق أم يضرها هذا من جهتهم ثم هل ينفع المقاطعين والمهجورين من الطائفة المنصورة أم يضرهم؟، هذا سبق الجواب في ذلك. يعني لا ينبغي أن نأخذ مثل هذه المور بالحماس والعاطفة، وإنما بالروِّيَةَ والأناة والحكمة، نحن مثلا هنا شذ واحد من هؤلاء خالف الجماعة، آآ يا غِيرَةَ الله هذا قاطعوه!، لا ارفقوا به، انصحوه، ارشدوه، ...إلخ، صاحبوه بده، فإذا يُؤسَ منه أولا ثم خُشي أن تسريَ عدواه إلى زيد وبكر ثانيا، حينئذ يقاطع إذا غلب على الرأي أن المقاطعة هي العلاج، وكما يقال: آخر الدواء الكي. غيره. بصورة عامة لا أنصح اليوم استعمال علاج المقاطعة أبدا، لأنه يضر أكثر مما ينفع وأكبر دليل الفتنة القائمة الآن في الحجاز، كلهم تجمعهم دعوة التوحيد ودعوة الكتاب والسنة، لكن لأن لبعضهم نشاطا خاصًّا إما في السياسة وإما في بعض الأفكار التي لا تعرف من قبل عن أحد من أهل العلم وقد يكون خطأ وقد يكون صوابا، فلا نتحمل أي شيء نسمعه من جديد وبخاصة إذا كان أمرا نكرا فيما يبدو لنا بادي الرأي رأسا مِنْحَاربُ، هذا خطأ يا أخي!، هذا خطأ؛ يعني تريد صديقا لا عيب فيه وهل عود يفوح بلا دخان، نحن نتمنى الإخوان المسلمين يكونوا معنا فقط على التوحيد حتى نكون معهم هم موش راضيين معنا حتى في العقيدة!، وبيقولوا إثارة الخلافات هذه يفرق الصف يفرق الجمع..إلخ، يا هذون الإخوان اللي انقسم عنهم جماعة وهم انقسموا عن جماعة الله أعلم هؤلاء معنا على طول الخط في الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، لكن جاؤوا بشيء جديد فعلا بعضه خطأ وبعضه صواب، فلماذا ننشر بين بعضنا البعض الفرقة والتحزب والتعصب، بيما كنا كتلة صرنا كتلتين، صرنا كتلتين صاروا ثلاثة، صاروا سفريين، صاروا سروريين، ...إلخ، الله أكبر!، وما فرق بينهم شيء يستحق التفريق ما فيه خلاف في الأمور العظائم التي لا يمكن يتصور أن السلفيين يختلفون فيها، نحن نعلم جميعا أن الصحابة اختلفوا في بعض المسائل لكن المنهج كان واحدا، ولذلك فإذا أنت تصورت أن جماعة من أهل السنة والجماعة ومن الطائفة المنصورة شذ منهم أفراد نأخذهم بالرفق واللين ونحاول أن نحتفظ بهم مع الجماعة ولا نقاطعهم ولا نهجرهم، إلا إذا خشينا منهم خشية وهذه لا تظهر فورا يعني مجرد ما واحد أظهر رأي نشز فيه وشرد عن الجماعة، لا ينبغي فورا أن نقاطعه وأن نهجره، وإنما نتريث حتى لعل الله عزوجل يهدي قلبه أو يتبين لنا أن فصله هو الأولى. غيره.