هل يجب علينا الإيمان بالتوحيد بأنواعه الثلاثة ؟

 
** السؤال كامل
السائل: بالنسبة عن الشيخ عن أحمد ديدات بيقول البعض يعني وسألنا عن منهجه، وإن شاء الله طبعا يكون من المناهج الطيبة الجيدة، فيقول بعض الناس، مش المهم المنهج، المهم أنه مسلم و [...] الكُّفـار وكذا، فلو تبين لنا هذا يا شيخ الله يجزيك الخير ؟
* جواب السؤال

الألباني: احنا حقيقة نرجو أن يكون الشيخ أحمد هذا على المنهج السلفي القديم، الذي يؤمن بالله ويعبده حق عبادته، لكن نحنُ بحاجة أن نتذكر دائماً، أنه لا يلزم من مجرد إيمان الإنسان بوجود خالِق لهذا الكون أن يصبح بذلك مؤمناً، لابد أن يتحقق هناك شرطان أساسيان: الشرط الأول: أن يشهد أن لا إله إلا الله والشرط الثاني: أن محمداً رسولُ الله الشرط الأول: (لا إله إلا الله) لا يعني أن خالق الكون واحد وبس، لأنّه قد يجتمع في الإنسان إيمان وكُفر ، قد يجتمع في الإنسان إيمان وكفر، الذي يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) طبعا هذا القول له لوازم، مرتبطة هذه اللوازم مع هاتين الشهادتين، فإذا تصورنا مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله ، لكن بيقول إنه القرآن ناقص، إذا تصورنا مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لكن بيقول القرآن ناقص، هذا ما أفاده شهادة لا إله إلا الله ،لأنه مثل عسل صبينا عليه حامض، أفسد العسل، وهكذا يجتمع في الإنسان إيمان وكُفـر ، لذلك قال تعالى في حق المشركين الأولين:  وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ  [106:يوسف] ، الآية هاي تعطينا أنه الأقوام هذول مؤمنين لكن في الوقت نفسه هم مشركون، أنت وما يؤمن أكثرهم بالله إلا والحالة هاي هم مشركون، إذن يجتمع في الإنسان إيمان وكفر، ضربنا لك مثال ، نعم هذا تشبيه [يكلم أحد الزائرين] ، بس ضربنا لك بمثال بإنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولكن القرآن ناقص، هذا كفر ، هذا شرك ، لكن هذا يؤمن بالله ويؤمن برسولِ الله، فصَدقَ عليهِ قولُه تعالى  وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ  [106:يوسف]. لدقة الموضوع وهو أنه يجتمع في الإنسان إيمان وكفر، إيمان أو توحيد وشرك، أكثر الناس حتى في هذا الزمان يصدُق عليهم قول ربنا الآن:  وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ  [106:يوسف]، خلينا بآه ندخل للواقع، هؤلاء المسلمون الذين يصلون ويصومون ويحجون ويتصدقون، بيروحوا لمقام من المقامات، لقبر من قبور الأولياء، بيطلبوا منهم الشفاء، بيطلبوا منهم العافية، هدول  وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ  [106:يوسف] ، عالمين أنه الله موجود، لكن عبدوا مع اللهِ غيرَه والله يقول:  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  [4:الفاتحة] فاستعانوا بغيرِه تعالى، لذلك العلماء المحققين قسّموا التوحيد ثلاثة أقسام: 1- توحيد الربوبية 2- توحيد الألوهـية 3- توحيد الصفات يعني الله واحد في ذاته ، الله واحد في عبادته ، يعني لا يُعبد معه غيره، الله واحد في صفاته ،  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ  [11:الشورى] ، هذا ليس معناه أنه الله موجود وبس! ، لا الله موجود ولا يشبهه شيء من مخلوقاته، فمثلاً النصارى في أعيادهم بينشروا هاي الصور، بتشوف في صورة الرب تبعهن، شيخ كبير السن لحية طويلة بيضاء ، هذا هو ربُّ العالمين الذي ليسَ كمثلِه شيء؟. اليهود والنصارى بيآمنوا بأنه هذا الكون له خالق ، فهم مؤمنون بالتوحيد الأول، شو إسمه هذا التوحيد ؟ توحيد الربوبية ، يعني أنه هذا الكون خالق. السائل: دهري صاحب الكلام هذا ؟! الألباني: بيختلفوا هم بآه عن الدهريين، أو الطبيعيين ، الذين يقولوا هذا [فن] ما فيه خالق ولا في مخلوق، اليهود والنصارى بيقولوا: لا ، الله هو اللي خلق الكون، فهن إذاً موحدين ، لكن توحيد الربوبية، يعني توحيد الخالقية، لكن بيجي توحيد الألوهية توحيد العبادة، اليهود عبدوا عُزير والنصارى عبدوا عيسى، هدول كفروا بتوحيد العبادة ، فهن ما بيقولوا (لا إله إلا الله) وإذا قالوها ، بيقولوها إما نفاقاً وإما جهلاً بحقيقة المعنى، وإلا لو قالوها اعتقاداً ومؤمنين بها، ما عبدوا عيسى ولا خضعوا له ولا سجدوا له إلى آخره، ولا وضعوا صورته وصورة مريم في الكنائس، هدول إذاً مؤمنين من جهة ، كفّار من جهة ، مؤمنين من حيث أنهم مو مثل الدهريين بيقولون: ما فيه الله ! ، لا بيقولوا فيه الله ، لكن شو فايدة القول لما بيشبهوا الله في المخلوقات. أحد الزائرات: أو بيعبدوا غيره ! الألباني: أو بيعبدوا غيرَه، آه ! ، وكثير الشاهد من الكلام هذا، كثير من المسلمين ولا أعني العامة منهم فقط، بل وأعني كثيرا من الخاصّة، أنهم بيقولوا (لا إله إلا الله) ، لكنهم يعبدون غيرَ الله، وبيكفروا بالله من ناحية الصفات. هاله مثلاً احنا نعرف أن كثيرين منهم، وغير اللي أشرنا إليهم، أنه بيدعوا الموتى والصالحين، وبيخضعوا لهم ويصلوا عندهم وإلى آخره، يقولون الله موجود في كل مكان، الله أكبر من كل شيء ، و كان ولا شيء معه، شلون حشرتوه بهالكون ؟ حتى بيقول قائلهم: وما اللهُ في التمثالِ * * * إلا كثلجةٍ بها الماءُ تقدر تفرق بين الثلج و الماء ؟! هيك الله عند هؤلاء ، هذا كفر ! ، إن الله في القرآن الكريم غني عن العالمين، هنـا حصروه في هذا الكون مثل دودة القزّ، دودة الحرير بتلف على نفسها، تحفر نفسها تنخنق وتموت، إن الله غني عن العالمين، هذول مؤمنين من جهة ، كفّار من جهة. لذلك ونحن في الواقع بيهمنا أن هذا الشيخ أحمد –جزاه اللهُ خيراً- قائم بواجب كبير، لكن هذا الواجب وهذا الجهاد إنما يفيدُه، إذا كان يؤمن بالله رباً واحداً أي ذاتاً واحدةً ، ومعبوداً واحداً، ليس المقصود بأنه معبود واحد بمعنى أنه لا يصلي إلا له، لا ، لو نادى الخَضْـر في الضيق ما عبد الله وحده، لأن النداء عباده ، قال : "الدعاء هو العبادة" ، فنحن نرجو أن يكون قد درس في بلاده التوحيد الصحيح، فيكون موحداً لله في ذاته موحداً لله في عبادته موحداً لله –عز وجل- في صفاتِه، ثلاثة ، حينذالك يكون جهاده لعله نستطيع أن نقول، قام بواجب أخل به جميع المشايخ السائل: اللهً أكبر ! الألباني: إيه والله ، الله يجزيه الخير السائل: الله يبارك فيك يا شيخنا، الله يبارك لنا في عمرك إن شاء الله. الألباني: الله يحفظك. السائل: تفضل شيخنا. الألباني: توحيد الربوبية المقصود منه أن يعتقد المسلم اعتقاداً جازماً أن خالق هذا الكون بما فيه واحد في ذاته، ليس له ند، عليكم السلام [يرد على أحد المسلمين] ، وليس له شريك ، المجوس يعتقدوا أنه فيه إلـهين ، إله خالق الشر ، وإله خالق الخير، هذول أشركوا في توحيد الربوبية، عرفت كيف؟ ، فإذا المسلم لا سمح الله اعتقد أن مع الله من الأولياء والصالحين من يضر وينفع ، ويحيي ويميت، ويطعم ويرزق، كفر بالتوحيد ، توحيد الربوبية، وأشرك؛ لأنه جعل خالقين، الله بيخلق الخير، بيخلق الشر، وكمان الأولياء والصالحين وبيرزقوا وبحييوا وبيموّتوا ، لذلك بيرحوا لعندهم، يطلبوا منهم بركات. السائل: وإذا ما بتحمل يا شيخنا تروح عندهم الألباني: إيه نعم السائل: فيه كثير نساء إذا ما بتحمل تحمل حالها وتروح عند شجرة يكون تحتيه مقبور ولي تصير تربط فوقيه وكذا، نعم. الألباني: الله أكبر ، هذا إسمه شرك في الربوبية، السائل: اللهُ أكبر على المشايخ الـ... الألباني: شرك في الألوهية هو شرك في العبادة، وهو أن يعبد غير الله ويؤمن أن الله واحد في ذاته، لكن بيذبح للولي فلاني ، هذا أشرك في العبادة، بينادي الولي فلاني، هو صاير في التراب في قبره، بشر من البشر، يعقتد أنه بيسمع وأنه بيغيثه ، و بيضر و بينفع، هذا صار شرك في العبادة. أحد الأخوات: طيب وإذا هو ما بيعرف أن هذا خطأ، مش يحاسب عليه ؟ الألباني: هذا بحث ثاني، هذا إله بحث ثاني، لكن المهم إنه المسلم ماذا يجب عليه أن يعتقد، هاه