الشيخ

السنة للضحية أن يضحي الإنسان عن نفسه وعن أهل بيته حسب التيسير لا يكلف الله نفساً إلا وسعها إن كان موسراً ضحى بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته، وإن كان معسراً فلا شيء عليه ولا ينبغي له بهذا المغالاة والتشديد بل ينبغي له الرفق في كل الأمور وخير الأمور أوساطها السنة أن يحافظ عليها إذا كان موسراً وأن يحافظ عليها ولكن لا تجب، الصحيح أنها لا تجب إنما هي سنة لفعله صلى الله عليه وسلم ولا يغالي فيها مغالاة تضر بغير ويسدد على الفقراء في ذلك، بل من تيسر له ذلك ضحى، وتكفي شاة واحدة عنه وعن أهل بيته -والحمد لله -
ومن شق عليه ذلك فلا حرج ولا بأس يدعها وأحكامها إنه يأكل ويهدي ويتصدق كما قال تعالى فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير في الهدايا والضحايا.. يأكل منها ما تيسر ويطعم الفقراء يهدي إلى أقاربه كل هذا أمر مستحب وليس فيه تحديد، وقد رأي بعض أهل العلم التثليث وأنه يستحب أن يثلث ويأخذ ثلثا لنفسه وأهل بيته، وثلثاً يهديه لأقاربه وجيرانه، وثلثاً للفقراء، ولكن هذا ليس بواجب، إذا أهداها فلا بأس وإذا أكل أكثر من الثلث أو أهدى أكثر من الثلث أو أعطى الفقراء غالبها فلا بأس كله لا بأس به والحمد لله الأمر واسع. إذاً التثليث ليس بحديث؟ لا هذا ما له حديث صحيح، لا يروى فيها حديث، لكن ليست لها أسانيد قائمة، ثم الضحية لابد فيها أن تكون سليمة، النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول أربع لا تجزئ في الأضاحي وكذلك الهدايا العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها، والمريضة البين مرضها، والهزيلة التي لا تنقي هذه لا تجزي في الأضاحي ولا في الهدايا والعمياء من باب أولى إذا كانت العوراء لا تجزئ فالعمياء من باب أولى، كذلك المريضة البين مرضها من جرب أو غيره، وهكذا الهزيلة التي تنقي لا تجزئ في الضحايا، وهكذا العرجاء التي ضلعها بين، وما تستطيع المشي مع الصحاح تتأخر عنهم، عرجها واضح، وهكذا العضباء التي ذهب أكثر قرونها أو أذنها لأحاديث وردت في ذلك ألا يضحي بها هكذا مقطوع الألية لا يضحى به بل يضحي بالشاة السليمة،
أما كون في الأذن شق أو خرق أو نحو ذلك هذا لا يمنع، لكن ترك هذا أفضل، إذا تيسر سليمة فهي أفضل، ولكن هذا الخرق والشق لا يمنع الإجزاء تجزئ ولكن السليمة من ذلك أفضل وهكذا التي قطع بعض قرنها شيء قليل لكن ليس الأكثر تجزي ولكن السليمة أفضل، وهكذا من قطعت طرف أذنها ولكن أكثرها باق تجزئ ولكن السليمة أفضل - والله المستعان. نعم