الأعمال التي تفسد الحج محاضرة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز
المحاضرة مفرغة :
|
أخونا أيضاً يسأل ويقول الكثير من الحجاج هداهم الله يأتون من مكان بعيد ويتكبدون الصعوبات والمشاق ولكنهم لا يصونون حجهم مما يفسده أو ينقصه مثل التساهل بالصلاة مع الجماعة ولعب الورق واستماع آلات اللهو وشرب المحرمات وغير ذلك فنرجو بيان حرمة هذا العمل لا سيما في هذا السبيل جزاكم الله خيراً؟ من برنامج نور على الدرب برنامج يومي من إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية يجيب أصحاب الفضيلة العلماء على أسئلة المستمعين
|
|
الشيخ
|
وصيتي لجميع الحجاج من الرجال والنساء أن يتقوا الله عز وجل في كل مكان في طريقهم إلى الحج وفي مشاعر الحج وفي المسجد الحرام وفي كل مكان وصيتي للجميع أن يتقوا الله وأن يحرصوا كثيرا على أداء ما فرض الله وعلى ترك ما حرم الله وأن يكمل حجهم بالبعد عن كل ما حرم الله عليهم حتى يكون الحج كاملا تاماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم من حج فلم يرفث ولم يفسق فقد رجع كيوم ولدته أمه هذا فضل عظيم فالمؤمن إذا أكمل حجه فلم يرفث ولم يفسق رجع من هذا الحج العظيم كيوم ولدته أمه يرجع مغفوراً له فقد غفر الله له والرفث هو الجماع للمرأة ومايدعو اليه من القول والفعل فالمحرم يبتعد عن ذلك لا يجامع زوجته حتى ينتهي من إحرامه ورمي الجمار ثم الحلق والتقصير والطواف والسعي بعد نزوله من عرفات والمعتمر كذلك في إحرام العمرة لا يأتي زوجته ولا يداعبها ولا يمسها لشهوة حتى يطوف ويسعى ويقصر أو يحلق ويتم عمرته هذا هو الرفث فالجماع وما يدعو إليه يسمى رفث فالمحرم يبتعد عن ذلك في حجه وعمرته حتى يكمل حجه حتى يتحلل من عمرته وحتى يتحلل التحلل الثاني الحج من الطواف والسعي ورمي الجمار يوم العيد والحلق أو التقصير هذا هو الواجب على الحاج والمعتمر وكذلك الفسوق يجتنبه الفسوق هو المعاصي كلها فالمؤمن يجتنب الفسوق في الحج وفي غيره فكل المعاصي تسمى فسوق ومن ذلك الغيبة والنميمة والتعدي على الناس بالضرب أو بغيره أو التعدي عليهم في أموالهم والسب والشتم كل هذا من المعاصي فالواجب على الحاج والمعتمر وغيرهما الرجال والنساء أن يتجنبوا ذلك ومن ذلك التكاسل عن الصلاة في جماعة فإن صلاة الجماعة فريضة الواجب على الحاج أيضاً أن يصلي في جماعة وألا يتساهل وأعظم من ذلك وأكبر أن يدع الصلاة يجب أن يحافظ على الصلاة في أوقاتها فإنها عمود الإسلام وقد قال عليه الصلاة والسلام رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله وقال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه وقال عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة أخرجه الإمام مسلم في الصحيح فالواجب على الجميع من الرجال والنساء العناية بالصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها في الحج وفي غيره وفي أي مكان فهي عمود الإسلام وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين فيجب على الرجال والنساء من المسلمين العناية بالصلاة والمحافظة عليها وأدائها بخشوع والطمأنينة والإقبال عليها وعدم العجلة يؤديها بطمأنينة وعدم النقر وعدم العجلة في أيام الحج وفي غيرها هكذا المؤمن وهكذا المؤمنة وكذلك آلات الملاهي والغناء يبتعد عن ذلك في الحج وفي غيره لأن الغناء كما قال بن مسعود رضي الله عنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل والله يقول سبحانه ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله قال أكثر العلماء والمفسرين لهو الحديث هو الغناء وإذا كان من النساء أو من يتشبه بالنساء صارت الفتنة أكبر وأعظم وإذا كان في الإذاعة وفي مواسم الحج صار أشد يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وهو أحد علماء الصحابة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء في البقل الغناء هو ما يقع من الأشعار الملحنة لمدحه الزنا أو الخمور أو ذكر النساء وفتنة النساء أو غير هذا مما يجر إلى الفساد والشر فهذا خطره عظيم في الحج وغيره الواجب اجتنابه وإذا كان مع الغناء آلات اللهو من العود والكمان والمزمار والموسيقى صار الشر أكبر وأكثر وصارت الفتنة أكبر وصار الإثم أشد فيجب على المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك في أي مكان في الحج في السيارة في الطائرة في القطار في بلاده في غير بلاده أينما كان فالمؤمن مع إخوانه يتواصون بالخير والله يقول سبحانه والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هؤلاء هم الرابحون هؤلاء هم السعداء الذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا الله ورسوله ووحدوا الله وعظموه واخلصوا له العبادة وآمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه واتبعوه وعملوا الصالحات يعني أدوا فرائض الله واجتنبوا محارم الله ثم مع ذلك تواصوا بالحق، يتناصحون يتعاونوا على البر والتقوى وتواصوا بالصبر أيضاً على ذلك هؤلاء هم الصالحون هؤلاء هم الرابحون هؤلاء هم السعداء هؤلاء هم الأخيار فعلى كل مؤمن ومؤمنة أن يحرص على أن يكون من هؤلاء وأن يبذل ما في وسعه ليتخلق بهذه الأخلاق لعله يكون من الناجين الرابحين المفلحين - والله المستعان ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
|
|