من أفطر في العراق بهلال المملكة - فتاوى الصيام وشهر رمضان للشيخ بن باز
السؤال :
إنني أفطرت اليوم الأخير من رمضان بالعراق بعد سماعي بثبوت الهلال في إذاعة المملكة العربية السعودية، ومن إذاعة سوريا وغيرها، وقد أفطرت بناءً على ذلك، علماً بأنني أعرف أن البلد الذي أقيم به ما زال أهله صائمون، فما الحكم في ذلك، وما السبب في اختلاف الناس في رمضان؟
|
جواب السؤال |
الواجب عليك أن تبقى مع أهل بلدك، إن أفطروا أفطر معهم، وإن صاموا صم معهم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم : (الصوم يوم تصومون والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون)، ولأن الخلاف شر فالواجب عليك أن تكون مع أهل بلدك، فإذا أفطر المسلمون من أهل بلدك فأفطر معهم، وإذا صاموا صم معهم. أما السبب في الاختلاف هو أن بعضهم قد يرى الهلال وبعضهم لا يرى الهلال، ثم الذين يروا الهلال قد يثق بهم الآخرون ويطمئنون إليهم ويعملوا برؤيته، وقد لا يثق بهم، فلا يعملوا برؤيتهم، فلهذا وقع الخلاف، فقد تراه دولة وتحكم به وتصوم بذلك، والدولة الأخرى لا تقتنع بهذه الرؤية، أو لا تثق بالدولة، أو بينها وبينها حزازات فلسياسة في هذا أثر، المقصود أن الواجب على المسلمين أن يصوموا جميعاً إذا رؤي الهلال، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم- : (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا) ولقوله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة) هذا يعم الأمة كلها، فإذا اطمئن الجميع إلى صحة الرؤية وأنها رؤية حقيقية ثابتة فالواجب الصوم بها والإفطار بها. لكن إذا اختلف الناس كالواقع ولم يثق بعضهم ببعض فإن عليك أن تصوم مع المسلمين في بلدك، وعليك أن تفطر معهم، عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون)، وثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن بريداً أخبره أن أهل الشام صاموا بالجمعة، وأهل المدينة صاموا بيوم السبت في عهد ابن عباس -رضي الله عنه- في العهد الأول، فقال ابن عباس: نحن رأيناه يوم السبت، فلا نزال نصوم حتى نرى الهلال أو نكمل ثلاثين، ولم يعمل برؤية أهل الشام لبعد الشام من المدينة، ورأى -رضي الله عنه- أن هذا محل اجتهاد فلك أسوة في ابن عباس، تصوم مع أهل بلدك، وتفطر مع أهل بلدك، والله ولي التوفيق. المذيع/ وهذا اليوم الذي أفطره ما الحكم فيه يقضية؟ هذا اليوم لا يقضيه لأنه يوم ليس من رمضان، ثبت أنه ليس من رمضان، لكن لو لم يفطر لكن أولى، لكن ما دام أفطر لا يقضيه؛ لكن إذا ثبت أنه من شوال ليس من رمضان، لكن صومه معهم من باب عدم الخلاف، لكن لما وقع الأمر ليس عليه قضاء فيما نعتقد لأنه ثابت بعدة شهود أنه من شوال |