الاعتناء بمناسك الحج والعمرة

 السؤال مفرغ : 

شيخ عبد العزيز نستكمل مع مطلع هذه الحلقة القضايا التي طرحت من قبل الأخ (م،ع،ن،ز ) من جمهورية مصر العربية. في هذه الحلقة يسأل ويقول بعض الحجاج لا يبالي بحجه فهو لا يسأل عما أشكل عليه أو أنه يسأل عامياً أو شخصاً لا يعرف بالعلم وتعلمون سماحتكم ما يترتب على ذلك فبما تنصحون الناس - جزاكم الله خيراً؟ من برنامج نور على الدرب برنامج يومي من إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية يجيب أصحاب الفضيلة العلماء على أسئلة المستمعين
 

الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى أهله وأصحابه ومن اتبع هداه أما بعد :
فإن وصيتي لكل مسلم ولكل حاج أن يعنى بحجه وبالعبادات من صلاة وصوم وزكاة وغير ذلك المؤمن من شأنه أن يهتم بدينه ويحرص على دينه حتى يؤدي ما أوجبه الله عليه وعلى رسوله وحتى يحذر ما حرمه الله عليه وعلى رسوله والحجاج جاؤا من أقطار الأرض من كل فج عميق يريدون رحمة الله وفضله وعتقه لهم من النار ويريدون أداء ما أوجب الله عليهم من مناسك الحج والعمرة الواجب عليهم أن يهتموا بذلك وأن يعنوا بذلك وأن يسألوا عما أشكل عليهم أهل العلم وهم والحمد لله موجودون ومن أشكل عليه سأل عنهم في المسجد الحرام والمسجد النبوي
وتعين الحكومة السعودية وفقها الله علماء في المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي المشاعر يبصرون الناس ويعلمونهم مناسكهم ويرشدونهم إلى كل ما ينفعهم في الدنيا والآخرة وهم يقومون بالوعظ والتذكير والتدريس والإفتاء فعلى الحاج أن يسأل من وجد منهم في المسجد الحرام في المشاعر في المسجد النبوي وهكذا يسأل من يعرف من العلماء من جماعته من رفقته من غيرهم من علماء الشريعة المعروفين بالاستقامة والغيرة لله والعلم بشريعته يسأله من أي جنس كان من الشام من العراق من مصر ومن أفريقيا من أي مكان مادام يعرفه بالخير ويعرفه بالعلم والفضل والغيرة لله والبصيرة في دينه حتى ينبه في وقتها حتى يعلمه ما يحتاج إليه في حجه وعمرته وصلاته وسفره وإقامته وغير ذلك
ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين متفق على صحته هذا يدلنا على أن من علامات الخير ومن علامات التوفيق للعبد أن يفقه في دين الله وأن يتبصر في دين الله كما يدل على أن من علامات الخذلان وعدم التوفيق الجهل في الدين والإعراض عن الدين والعقل وعليك يا أخي أيها الحاج وعليك أيها الأخت في الله الحاجة عليكما جميعاً العناية بالحج والعناية بجميع أمور الدين في مكة وفي المدينة وفي بلادكم وفي كل مكان الواجب على المكلف من الرجال والنساء العناية والتبصر في الدين لماذا لأننا مخلوقون لنعبد الله يقول الله سبحانه وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
والله أرسل الرسل لهذا الأمر يبصروا الناس ويعلموهم وعلى رأسهم نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم هو أفضل الرسل وهو إمامهم وخاتمهم وهو نصيبنا منهم عليهم الصلاة والسلام فالواجب علينا جميعاً أن نتعلم ديننا من كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام حتى نعلم العبادة التي خلقنا لها ماهي العبادة التي خلقنا له نتعلمها من كلام ربنا ومن كلام رسوله وما أمر الله به ورسوله من العبادة وما نهى عنه الله ورسوله من المنكر الذي يتركوا والطريق إلى هذا العلماء العلماء الشرعيون الثقاة في دين الله، يأمرون بالخير والاستقامة هم الوسطاء بين العامة وبين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو الذين يعلمون الناس دينهم ومن كان عنده علم رجع إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وتبصر منهما وعلم الناس ومن لم يكن له علم من عامة المسلمين من الحجاج وغيرهم يسألوا أهل العلم والله يقول سبحانه فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

ووصيتي للحجاج جميعاً من الرجال والنساء أن يتقوا الله وأن يحرصوا غاية الحرص على إكمال الحج وعلى العناية به وعلى كل ما أوجب الله عليهم من صلاة وصوم وحق الزوج وحق الزوجة وحق الأقارب وحق الوالدين ، حق الجار إلى غير ذلك، المؤمن من يتبصر في دينه والمؤمنة منه كذلك بالأخص في الحج وقت أداء الحج يخص ذلك بمزيد العناية حتى يؤدي حجه على بصيرة والله سبحانه يقول الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وماتفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه أي رجع مغفورًا له إذا أدى الحج كما ينبغي- والرفث الجماع ودواعيه من قبله ومسٍ بشهوة ونحو ذلك فالحاج لا يجوز له جماع زوجته وليس لها أن تمكنه من ذلك حتى يحل من حجه حتى يحل التحلل الثاني الكامل برمي الجمار يوم العيد وبالحلق أو التقصير وبالطواف والسعي هذا هو التحلل الكامل وبعده يحل للرجل جماع أهله وفي العمرة ليس له جماعها ولا وسائل ذلك من القبلة والملامسة بشهوة ليس له ذلك حتى يطوف كل منهما وحتى يسعى كل منهما وحتى يحلق الرجل أو يقصر وحتى تقصر المرأة لأن المرأة ليس لها إلا التقصير فإذا طاف الرجل وسعى وحلق وقصر حل له الرفث الرمي وإذا طافت وسعت وقصرت من رأسها حل لها الرفث وبعد ذلك يحل لهما الجماع الذي أباحه الله، ومن الرفث مثل ما تقدم من دواعي الجماع إذا مسه بشهوة أو يداعبها المداعبة التي تجر إلى الجماع هذا محرم لأنه من الرفث والفسوق
المعاصي جميعها كل المعاصي تسمى فسوق كالسب والشتم للناس وضربهم وإيذائهم والغيبة والنميمة والسرقة سرقة أموال الناس أو نهبها كل هذا من الفسوق فيجب على الحاج أن يحذر من ذلك وهكذا غير الحاج يجب الحذر من هذه المعاصي ولكن الحاج بصفة خاصة يجب أن يحذر ذلك فلا يؤذي أحد لا عند الطواف ولا في السعي ولا في أي مكان لا بيده ولا برجله ولا بكلامه ولا يأخذ مال أحد إلا بحق ولا يغتب الناس ولا ينم على الناس ولا يشهد الزور ولا يكذب ولا يفعل شيء حرمه الله - حتى يكمل حجه حتى يتممه وحتى يدع مغفورا له بإذن الله والجدال معناه أن المراء في الدين بغير حق الذي لا حق فيه لأنه لا مراء في غير الحق الذي يجادل بالباطل مع إخوانه مع آخرين غير جماعته لا يجادل أما بيان الحق بالدليل وبالتي هي أحسن فهذا لا بأس به لأن الله قال في كتابه العظيم ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن في بيان الحق بيان مشاعر الحج بيان ما أشكل على الناس لإزالة الشبهة هذا لا بأس أما الجدال ليظهر إظهار جودته أو لإظهار فهمه أو ليعرفه الناس أو لشيء من الأغراض الأخرى ليس لقصده الخير هذا هو المذموم من الجدال الذي نهى الله عنه أما الجدال الذي أحسن فيه بيان الحق وإرشاد الجاهل وتعليمه وإزالة الشبهة وكشفها هذا مأمور به وليس داخلا في النهي نسأل الله المزيد من التوفيق والهداية